أخبار دولية

قطاع الطيران في المستقبل لن يكون كما في السابق

يتوقع الكثير من العاملين في قطاع الطيران المدني، أن عودة السفر من جديد خلال الأسابيع المقبلة في حال رفع القيود عن الرحلات الجوية، لن تكون كما كانت سابقاً، بسبب الإجراءات التي يتوقع أن يتم فرضها من قبل المطارات وشركات الطيران، احترازاً من انتقال فيروس (كوفيد-19).

ويرشح العاملون في قطاع الطيران مجموعة من الإجراءات عند العودة للعمل مجدداً، كإلزام المسافرين بالفحص عن الفيروس وإلزامهم بارتداء الأقنعة الواقية طيلة الرحلة، وغيرها من الإجراءات الوقائية، مع استبعادهم لفكرة التباعد الاجتماعي داخل الطائرة لعدم كفاية المساحة، كما أن تطبيقها سيؤدي إلى تقليص السعة المقعدية، ما يؤدي بالشركات إلى زيادة سعر التذكرة لتغطية التكاليف.

وقال رئيس المجلس العالمي لطيران رجال الأعمال، والمؤسس والرئيس التنفيذي لاتحاد طيران رجال الأعمال والطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «ميبا»، علي أحمد النقبي: «إن عودة الطيران للتشغيل خلال الفترة المقبلة ستكون عبر مرحلتين، الأولى قبل التوصل إلى لقاح لوباء (كوفيد-19)، والثانية بعد التوصل إلى اللقاح، بالنسبة للمرحلة الأولى فإن الناقلات أو الجهات والسلطات المشرفة على الطيران سوف تتشدد في قواعد ركوب الطائرة، وستكون هناك إجراءات جديدة لم يعتد عليها المسافر في السابق».

وأضاف النقبي: «من أسهل وأبرز الإجراءات التي ستفرض الكشف الصحي للمسافر قبل الصعود إلى الطائرة، سواء في المطار من قبل الجهات الطبية المتواجدة هناك، أو إلزام أي مسافر بالقيام بفحص طبي يثبت خلوه من الفيروس قبل ساعات من سفره، مضيفاً أن الأمور ستكون صعبة على المسافرين، لكن هذه الإجراءات ضرورية».

واستبعد النقبي، أن تلجأ شركات الطيران في العالم إلى تطبيق نظام التباعد الاجتماعي على الطائرة، لأن ذلك يؤدي إلى تقليص السعة المقعدية بنسبة كبيرة، ما يؤدي بالشركات إلى زيادة في الأسعار لتغطية التكاليف، متوقعاً صدور بعض اللوائح الجديدة التي تخص سلوكيات المسافرين على متن الطائرة.

وبحسب النقبي، فإن الإجراءات ستختلف بحسب الوجهة، فالدول الموبوءة من الأكيد ستكون إجراءات السفر منها وإليها صعبة ومعقدة، على عكس الدول التي سجلت إصابات قليلة أو تمكنت من التخلص من الوباء بسرعة.

وأوضح ممثل شركة تشاينا ايستيرن في الإمارات، سعيد العابدي، أن فيروس كورونا سيغير خريطة السفر عبر الطائرات، وستكون هناك إجراءات لم يعتد المسافر عليها في السابق، كالفحص الحراري عند الدخول والخروج من المطار، وفحص درجة الحرارة داخل الطائرة.

وأوضح العابدي أن الإجراءات لن تتوقف عند ذلك، بل ستمتد إلى إلزام المسافرين بارتداء الأقنعة الواقية طوال الرحلة وتعقيم الأمتعة وتقليل الحركة داخل مقصورة الطائرة، مضيفاً أن الإجراء الأهم سيكون إلزامية الفحص الطبي للكشف عن الفيروس للراغبين في السفر.

واستبعد العابدي، زيادة الشركات للأسعار، لأن ذلك يؤدي إلى العزوف عن السفر، خاصة وأن السوق يحتاج إلى تحفيز ودعم من خلال تخفيضات سعرية تشجع الناس على العودة للسفر، التي ستكون في البداية متواضعة لتتحسن مع مرور الوقت.

من جهته، قال المدير الإقليمي لشركة طيران الشرق الأوسط في الإمارات، محمد شعيب، إن عودة الطيران للتشغيل مجدداً خلال الفترة المقبلة، لن تكون كما في الماضي، بسبب الإجراءات الاحترازية التي ستطبقها الناقلات داخل الطائرات وإجراءات المطارات أيضاً.

وأضاف شعيب: «المسافر سيكون مجبراً على إجراء الفحص الطبي قبيل السفر، وقد يكون الفحص في المطار في حال كانت النتائج تظهر بسرعة ومضمونة، أو في الخارج عبر مراكز الصحة المعتمدة».

ويتفق شعيب مع سابقه باستحالة تطبيق التباعد الاجتماعي على متن الطائرات من خلال سياسة المقعد الأوسط، لأن ذلك سيؤدي إلى إقلاع الطائرات بمقاعد فارغة، وبالتالي ستضطر الشركات لزيادة الأسعار لتغطية الكلفة، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار سينتج عنه عزوف الكثير من المسافرين عن السفر.

وأشار شعيب، إلى أن المسافر سيلاحظ الإجراءات الجديدة بمجرد دخوله المطار، بداية من إلزامه بارتداء الأقنعة الواقية والتعقيم والتباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى تعقيم الأمتعة.

ويتفق رأي ممثلي شركات الطيران مع توصيات الاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي طالب الأسبوع الماضي، المسافرين وأطقم الجوية إلى وضع كمامات الوجه على متن الطائرة وطوال رحلاتهم، كإجراء احترازي للوقاية من الإصابة بفيروس (كوفيد-19).

ولم يشجع الاتحاد الدولي، شركات الطيران بتطبيقها لتدابير التباعد الاجتماعي من خلال ترك المقعد في المنتصف فارغاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى