أخبار الوزارة

هيئة الطيران المدني .. جاهزية تشغيلية ومهنية عالية

ابراهيم الروني

استطاعت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد على مدى خمس سنوات من العدوان والحصار الحفاظ على الجاهزية التشغيلية الفنية للطيران المدني بمهنية عالية وحيادية تامة وفقاً للمتطلبات الدولية وشروط منظمة الطيران المدني الدولية “الإيكاو”.

وتقدّم هيئة الطيران خدمات ملاحية جوية لشركات الطيران المدنية العالمية التي تعبر أجواء الجمهورية اليمنية والرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تهبط في مطار صنعاء الدولي.

ولأهمية هيئة الطيران المدني ودورها المحوري في خدمة المجتمع الدولي بصورة عامة والشعب اليمني بشكل خاص، عمد تحالف العدوان بقيادة السعودية إلى شل حركة الطيران المدني وإيقاف الخدمات الجوية التي تقدمها الهيئة بكل مهنية، مشهود لها من قبل الإيكاو.

وذكر تقرير وزارة النقل أن الأضرار والخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بقطاع الطيران المدني والأرصاد على مدى خمس سنوات من العدوان، بلغت أربعة مليارات و725 مليون دولار حسب المؤشرات الأولية ناهيك عن الخسائر البشرية.

وأشار التقرير إلى أن الأضرار والخسائر المباشرة في البنية التحتية وتجهيزات الهيئة ومطاراتها وفروعها قدّرت بمليار و700 مليون دولار، بالإضافة إلى انخفاض في إيرادات الأنشطة الجوية وغير الجوية وصل إلى حوالي 520 مليوناً و500 ألف دولار، أبرزها نتيجة إغلاق المجال الجوي للقطاع الغربي من إقليم الجمهورية اليمنية.

وبيّن التقرير أن قيمة خسائر إيرادات المشاريع المستقبلية المتوقفة نتيجة للعدوان قدّرت مبلغ بمبلغ 106 ملايين و500 ألف دولار، والأضرار والخسائر بالقطاعات المرتبطة في الهيئة كشركتي الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة قدّرت بمبلغ مليار و 636 مليون دولار.

فيما بلغت الخسائر بقطاعات السفريات والشحن الجوي وأنظمة الحجز الآلي ومقدمي حقوق الامتياز 657 مليون دولار.

ولفت التقرير إلى أن قطاع الطيران المدني فقد ما يقارب 80 بالمائة من العمالة، وتوقفت العديد من المشاريع الاستراتيجية المهمة “تطوير المطارات الدولية في صنعاء، تعز، والمكلا وغيرها من المشاريع التي تخدم قطاع الطيران المدني”.

وتطرق إلى أضرار وخسائر القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالطيران المدني “السياحة والتجارة والاستثمارات وميزان المدفوعات وحركة رؤوس الأموال والتي تمثل نسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي” والتي تأثرت نتيجة استهداف الطيران المدني والعدوان .. لافتاً إلى أن الخسائر فاقت كل التوقعات ويصعب تقديرها في الوقت الراهنة نتيجة الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها تلك القطاعات.

ووفقا للتقرير، استهدف طيران تحالف العدوان منذ اليوم الأول البنية التحتية للطيران المدني والأرصاد ممثلة بالمطارات المدنية والمباني والمنشآت والأجهزة الملاحية والطائرات المدنية وإعاقة نشاطها على المستوى العربي والدولي، في انتهاك للقيم والمبادئ والحقوق الإنسانية، والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية.

وعرج التقرير على التحديات التي واجهت الهيئة في ظل العدوان، وأبرزها الاستهداف والتدمير الممنهج للمطارات المدنية والأجهزة الملاحية ومحطات الأرصاد بشكل جزئي وكلي وشل حركة الطيران المدني ومنع وصول شركات الطيران العربية والأجنبية إلى اليمن.

وأغلق تحالف العدوان المجال الجوي اليمني في أول أيام العدوان وقدّم طلبات لمنظمة الإيكاو لحظر أجواء اليمن، وأوقف حركة الطيران المدني والحوالات البنكية لرسوم تقديم الخدمات الملاحية، ما جعل الهيئة العامة للطيران في ضائقة مالية تحملت على إثرها أعباء مالية كبيرة أثرت على التزاماتها المحلية والدولية.

وقال رئيس الهيئة العامة للطيران الدكتور محمد عبدالرحمن عبدالقادر “إن أبرز التحديات التي واجهت الهيئة، إغلاق المطارات المدنية وتقييد حركة مئات الآلاف من المواطنين والتسبب في مأساة العالقين بالداخل والخارج وقيام العدوان بأعمال قرصنة جوية على الرحلات ذات الطابع المدني والإنساني والتدمير الشامل لمشروع مطار صنعاء الدولي الجديد الذي يعتبر واحداً من أكبر المشاريع الاستراتيجية التنموية في البلاد”.

وأوضح أن العدوان وضع عوائق وتحديات أمام استمرار اعتراف دول العالم والمنظمات الدولية بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بصنعاء، بالإضافة إلى محاولات استقطاب كوادرها المؤهلة فنياً ومهنياً ذات الخبرات الطويلة في مجال الطيران المدني.

وأضاف عبدالقادر أنه “رغم التحديات والعقبات الكبيرة التي واجهتها الهيئة في ظل العدوان والحصار، إلا أنها صمدت واستمرت في ممارسة دورها لإدارة وتشغيل منظومة الطيران المدني والأرصاد بمهنية واقتدار وبكفاءة عالية وكوادر وخبرات متخصصة “.

وأكد أن وزارة النقل والهيئة استطاعتا تجاوز تلك العراقيل ومواجهة الكثير من التحولات في سبيل حفاظ الجمهورية اليمنية على سيادتها وإقليمها الجوي، وإجهاض المشاريع الساعية لإغلاق الأجواء ووقف حركة الطيران المدني واستئناف تقديم خدمات الملاحة الجوية لشركات الطيران العابرة في الأجواء اليمنية وتأمين سلامة حركة الملاحة الجوية وأرواح آلاف المسافرين يومياً.

ولفت عبدالقادر إلى أن الهيئة استعادت واستقطبت شركات الطيران وتحفيزها على استخدام إقليم الجمهورية اليمنية بإنشاء خطوط جوية جديدة أدت إلى زيادة حركة الطيران وإعادة الجاهزية للمطارات وترميم مدارج الهبوط في بعض المطارات بالإمكانيات المحلية وبأقل التكاليف بالمقارنة مع ما يكلفه انجاز مثل هذه المشاريع والتي تقدّر بملايين الدولارات في أوقات السلم، ناهيك عنها في أوقات الحرب.

وبين أن الهيئة وبعد استهداف وتدمير التجهيزات الملاحية يمطار صنعاء الدولي، عملت على تصميم إجراءات نظام هبوط متطور (RNAV) للطائرات المدنية الراغبة الهبوط بالمطار، والوفاء بالالتزامات الدولية التي وقع عليها اليمن والواردة في اتفاقية شيكاغو 1944م والملحقات التابعة لها.

وحسب رئيس هيئة الطيران المدني، عملت الكوادر والخبرات الفنية والمهنية بالهيئة على تطوير منظومة الملاحة الجوية، بما يتوافق مع الخطة العالمية ويسهم في تحسين أدائها وتقديم خدمات ملاحية جوية راقية، كما تم اعتماد مشروع خطة بناء القدرات المؤسسية وإعادة هيكلة الهيئة واعتماد خطة تعافٍ للهيئة وفق الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

وذكر أن الهيئة تعمل لتنفيذ برنامج الدولة للسلامة ( SSP ) بتمويل ذاتي وفقاً لمتطلبات منظمة الإيكاو، وقرار مجلس الوزراء رقم ( 50 ) لعام 2018م، بالإضافة إلى إعداد خطة وطنية شاملة لتطوير منظومة أمن الطيران المدني على مستوى الجمهورية بما يكفل استيفاء المتطلبات والالتزامات الدولية حسب الخطة العالمية لأمن الطيران المدني.

وعن خدمات الأرصاد الجوية، أوضح رئيس الهيئة أنه تم إقرار مشروع قانون الأرصاد والرفع باستكمال الإجراءات القانونية اللازمة لإصداره والذي يٌعد من أحدث المشاريع القانونية في هذا المجال والنهوض بالخدمات التي يقدمها قطاع الأرصاد واتخاذ كافة التدابير الاحترازية للتقليل من تأثير الحالات الجوية الاستثنائية وكوارث الطقس.

كما عملت هيئة الطيران على تحديث اللوائح وأنظمة أمن وسلامة الطيران والنقل الجوي والملاحة الجوية بما يتوافق مع المعايير والشروط الدولية الصادرة عن المنظمة الدولية (الإيكاو) والاستمرار في تدريب وتأهيل كوادر الطيران المدني والأرصاد لمواكبة الالتزامات والتطورات الدولية المتسارعة، وتجنب أي فجوات تدريبية قد تحصل نتيجة استمرار العدوان.

وجدد رئيس هيئة الطيران المدني مطالبته للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاضطلاع بدورها في الضغط على دول العدوان لفتح كافة المطارات المدنية أمام حركة الملاحة الجوية والتخفيف من معاناة المواطن اليمني جراء استمرار إغلاق المطارات المدنية ومنها مطار صنعاء الدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى