أخبار دولية

(كورونا) صراع دولي شرس واتهامات متبادلة بصنع حرب جرثومية

تقرير – إيمان الصماط

   بعد ان تم تأكيد انتشار فيروس كورونا في أرجاء الصين وأكثر من 123 دولة حول العالم بدأت أصابع الاتهام تتناوب فيما بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

  وبحسب آخر إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية ان الفيروس وضع أعراضه على ” 134153″ شخصا في العالم، وتوفى 50457 حالة على مستوى العالم حتى الآن.

  ومع تفاقم التداعيات نتيجة شيوع هذا الفيروس الخطير وعدم القدرة على التوصل إلى مصل مضاد له انتعشت نظريّات المؤامرة .

 وبدأ الصينيون يتهمون الولايات المتحدة بأنها من نشرت الفيروس في إطار حربها الاقتصادية على بلادهم، وهي ضمن تاريخ “حرب جرثومية” طويلة المدى  لذا قامت بتطوير هذا الفيروس ونشره، فى إطار سعيها لتقويض التقدّم الصينى .

 واخطر الاتهامات جاءت من المتحدث باسم الحكومة الصينية جينج شوانج الذي قال الخميس الماضي ان الجنود الأمريكيين المشاركين في الألعاب العالمية العسكرية لعام 2019 في ووهان ألقوا الفيروس عن عمد في سوق هونان للمأكولات البحرية.

  ووفقاً لمدونة منشورة على موقع إلكتروني تابع لـ “Jiefang Daily” (الصحيفة الرسمية للجنة شنغهاي للحزب الشيوعي الصيني)، قد يكون “بعض خبراء المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” في مهمة عسكرية “للتجسس على قدرات الصين في مجال الأبحاث الفيروسية”.

  إلا ان الامركيين من جهتهم وجهوا اللوم والاتهام إلى الصين بأنها سبب انتشار هذا الفيروس نتيجة أبحاثها السرية والمستمرة في تطوير أسلحة بيولوجية وعلى مدى عقود من الزمن و أن الفيروس تسرّب من أحد المختبرات التى تستخدمها لانتاج أسلحة بيولوجية .

  واستدعت الخارجية الأمريكية السفير الصيني لدى واشنطن وقال مسؤول إن ديفيد ستيلويل، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون منطقة شرق آسيا، وجه “خطابا شديد اللهجة” للسفير الصيني لدى واشنطن كيو تيانكاي الذي اتخذ موقفا “دفاعيا واضحا” .

وأضاف أن الصين تسعى إلى التخفيف من وطأة الانتقادات الدولية الموجهة إليها لدورها في “انتشار الفيروس وإخفاء الأمر عن العالم” .

  وعلى الرغم من أن كلا البلدين هما طرفان في اتفاقية الأسلحة البيولوجية، فلا يزال كل منهما ينظر إلى الآخر بعين الشك.

  الا انه في عام 2007، نشر الباحثون العسكريون الصينيون مقالاً يتهمون فيه الولايات المتحدة “باستخدام تقنيات جديدة لتطوير عناصر أسلحة بيولوجية جديدة”، ويدعون أنه “من المرجح للغاية” أن تكون جراثيم الجمرة الخبيثة المستخدمة في هجمات 2001 على مكاتب أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تسربت من مختبرات عسكرية أمريكية.

  على السياق نفسه زعمت تقارير سابقة للحكومة الأمريكية أن الصين واصلت امتلاكها “لقدرة حربية بيولوجية هجومية تعتمد على تقنية طُوِّرت قبل انضمامها إلى اتفاقية الأسلحة البيولوجية”.

 

واوضحت التقارير ذاتها انه بحلول التسعينيات من القرن الماضي كانت الصين قد صنعت مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات الحية الدقيقة والسموم وكانت لديها مجموعة واسعة من وسائل التوصيل المتاحة لاستهداف أي دولة، ومن ضمن ذلك الصواريخ الباليستية والصواريخ الروسية.

  اما إيران  التى تعانى من تداعيات انتشار الفيروس حاولت استخدام هذه الأزمة عبر توجيه الرأى العام العالمى إلى إمكانية أن تكون واشنطن وراء انتشار هذا الفيروس والترويج لإخفاق السلطات الإيرانية فى احتواء تداعياته والتعاطى الفعّال معه .

 فيما اكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، الحظر الأمريكي بأنه يعرقل جهود إيران في مكافحة فيروس كورونا المستجد، مبينا بأن الأزمات الدولية بحاجة الى جهود دولية حقيقية.

  فنزويلا بدورها دخلت على خط الاتهامات ونقلت وسائل الإعلام الفنزويلية عن الرئيس نيكولاس مادورو قوله إن «الفيروس يمكن أن يكون سلالة تم اختراعها لأغراض الحرب البيولوجية»، باعتبار أن الولايات المتحدة التى ظهرت عاجزة عن احتواء التقدّم الصينى الكبير، لجأت إلى “حل خارج الصندوق”، يمكن أن يقوّض هذا التقدّم، ويترك “بكين” متعثرة فى محاولة احتواء تداعيات تفشى الفيروس الخطير.

وعلى الصعيد ذاته قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إنَّ خُبراء أميركيين في المجال الصحّي قاموا قبل ثلاثة أشهر من انتشار الفيروس في الصّين بتصميم مُحاكاةٍ للتعرّف إلى طريقة استجابة السلطات الرسمية لتفشّي هذا الفيروس حول العالم، وتوقّعهم أنه قد يؤدّي إلى هلاك حوالى 65 مليون إنسان، لكن الصوت الأعلى الذي اتّهم الولايات المتحدة بنشر فيروس “كورونا” في الصين، صدر عن النائب الروسي وزعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، فلاديمير جيرينوفسكي، الذي وصف فيروس “كورونا الجديد” بأنه “استفزاز أميركي” للصين.

 

والفيروس الجديد المُسمَّى “فيروس ووهان”، على إسم المدينة التي انتشر منها بدايةً من كانون الأول/ديسمبر 2019، توقَّع جيرونوفسكي أن ينتشر عبر العالم، وفي كل القارات فعلياً، وذلك خلال مُحاضرة له في معهد الحضارات العالمية في موسكو.

 

وقد وضع جيرينوفسكي الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهِنة بين الولايات المتحدة والصين، بقوله: “يخشى الأميركيون عدم قُدرتهم على تجاوز الصين أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها”.

 

السلاح البيولوجي :

يعرف السلاح البيولوجي بأنه أحد أشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية التي شهدها التاريخ، وهو ما كان يطلق عليه سابقاً سلاح “العقوبات الذكية”، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة.

ويسود اعتقاد بين مؤرخى الحروب بأن أول استخدام للحرب البيولوجية كان فى أثينا فى عام 430 قبل الميلاد، حينما تم استغلال مرض الطاعون، كما تقول موسوعة Collier’s Encyclopedia الفرنسية، التى أفادت أيضاً بأن «الجنود الفرنسيين ربما استخدموا الألبسة الخاصة بمرضى الجدرى فى نشر المرض بين الهنود الآزتيك، خلال الحرب الفرنسية فى المكسيك، مما أوقع الكثير من الضحايا».

 ولقد تم توقيع اتفاقية الأسلحة البيولوجية عام 1972، ومع ذلك فثمة مؤشرات إلى أن دولاً عديدة تفرز موارد ضخمة وتنشئ آليات علمية مستديمة لتطوير وسائل حرب بيولوجية.

 

تاريخ البلدين في تطوير الأسلحة البيولوجية :

– أمريكا:

خلال الحرب العالمية الثانية طورت الولايات المتحدة أسلحة بيولوجية وكان هناك العديد من العوامل والقوانين لاستخدام الأسلحة البيولوجية في ساحة المعركة، فهي لا تصبح نشطة على الفور، وكانت حساسة للظروف البيئية والأرصاد الجوية، ويمكن أن تتسبب في تلوث المنطقة مدة أطول من المقصود.

 

لكن ومع ذلك استمرت الولايات المتحدة في تخزين الأسلحة البيولوجية وتطويرها حتى عصر ما بعد الحرب.

 

وقاد ماثيو ميزلسون، عالم الأحياء بجامعة هارفارد، حملة ناجحة ضد تطوير الأسلحة البيولوجية بدأت في أوائل الستينيات.

 

– الصين:

مقارنة بالولايات المتحدة، جاءت الصين متأخرة للعبة، فغالباً ما كانت تمثل الطرف المتلقي لدمار الأسلحة الجرثومية، حيث استخدمها ضدها الجيش الإمبراطوري الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

 

نتيجة لذلك، شعرت الصين بحتمية بناء منشآت بحثية مخصصة للحرب البيولوجية “الدفاعية”.

 

وفي أغسطس 1951، أنشأ رئيس مجلس الدولة، تشو إنلاي، أكاديمية العلوم الطبية العسكرية يطلق عليها (AMMS) لإجراء بحوث في الدفاع البيولوجي.

 

وفى ظل شيوع هذه الاتهامات المتبادلة، يبقى الرأى العام العالمى مرتبكاً متوخي الحذر أمام انتشار الفيروس وكيفية الوقاية والخلاص منه .

  ام انه ترويج لعقار دوائي عالمي جديد كما يحدث في كل مرة يتم اكتشاف فيروس جديد مثل انفلونزا الطيور والخنازير والسارس وهي وسائل تسويقية وبورصة وأرقام تنعشها الأمراض.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى