أخبار الوزارة

هيئة الطيران المدني اليمني صمود في زمن العدوان والحصار

الصمود في زمن العدوان والحصار

بقلم – ناصر بن أحمد الريمي
العراق للأنباء الدولية

إن العدوان والحصار الظالم خلق فينا مسؤولية عظيمة تحملناها على عاتقنا أمام الله وأما أنفسنا وأمام أمتنا جمعينا نستشعر هذه المسؤولية المنبثقة من رؤية جهادية قرآنية لا تكل ولا تمل كلها صمود وثبات وإباء ومن هويتنا الإيمانية والتي هي سر كل هذا الصمود والشموخ والإباء

فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال هذه المدة في الوقت الذي تمعن فيه قوى العدوان بارتكاب جرائم ومجازر وحشية بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني، وإظهار ازدرائهم الكامل للقانون الدولي، وضربوا كافة الدعوات الحقوقية لمنظمات حقوق الانسان بوقف جرائمهم ومجازرهم الوحشية في اليمن عرض الحائط، ولا غرابة في ذلك لاسيما وأنهم يتلقون دعم وتسليح أمريكي وأوروبي بل ومشاركة في ارتكاب الجرائم.

وكما يعلم القاصي والداني في الداخل والخارج إن الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد من اكثر مؤسسات الدولة التي نالها النصيب الاوفر من الدمار والخسائر المادية والبشرية رغم انها تعتبر من المنشآت المدنية التي تخدم المواطن اليمني و تجرم استهدافها كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية لقد استهدف تحالف العدوان بأول طلعة غادرة مطار صنعاء الدولي، ومطار عدن وتعز والحديدة، وشبوة ومأرب، ومطار حضرموت الريان والمكلا وكل مطارات الجمهورية اليمنية ،إن ذلك الاستهداف من قبل دول تحالف العدوان لا يعني إلا أن هناك تدبيراً ممنهجاً ودقيقاً لاهم قطاعات النقل وهي أحدى المصالح المدنية المحمِيَّة بالقانون الدولي وقصفها يعد جريمة حرب إبادة بشرية وفق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

ورغم ذلك يلاحظ إن هيئة الطيران المدني خلال سنوات العدوان والحصار ظلت صامدة ومحافظة على سير عملها التشغيلي والوظيفي في المطارات التي تحت سيادتها، وفق انتظام خدمي يدل هذا الصمود بما لا يدع مجالا للشك إن ثمة إرادة قوية وعزيمة آلت إلا أن تجابه التحديات، وبفضل الله ومن ثم بجهود قيادة وزارة النقل براسة الوزير اللواء زكريا الشامي ورئيس الهيئة الدكتور- محمد عبدالرحمن عبدالقادر -و العاملين في الهيئة العامة للطيران المدني كان الصمود الأسطوري الذي حققوه فكان ولم يزل جبهة حقيقية في مواجهة العدوان والحصار استبسال أدهش العالم.. فعندما يستهدف أي جهاز ملاحي أي مدرج أي جهة في جهات قطاع النقل الجوي يقوم العاملون في الهيئة العامة للطيران بإعادتها بأقل تكاليف وبسرعة فائقة حتى عندما ضربوا جهاز الملاحة الجوي الموجود في مطار صنعاء الدولي، وهو جهاز مكلف تم إعادته وتم تحديث طرق للعمل واستمرت الرحلات التي هي رحلات الأمم المتحدة التي تصل حالياً بشكل سلس ولم تشل جاهزية المطار الامر الذي أوجد حالة نفسية مرتبكة ومنتقمة، للعدوان لأنه لم يستطع أن يثنينا عن صمودنا عن تطوير بنيتنا التحتية والعمل بشكل دقيق وبشكل مستمر.

وهنا استطيع القول بان الوطن يتعافى بصبر وصمود أبنائه فقد تحملت هيئة الطيران المدني اليمني العبء الأكبر من أوزار العدوان والحصار وتصدرت قائمة الخسائر ورغم التحديات والعقبات الكبيرة التي واجهتها الهيئة في ظل العدوان والحصار، إلا أنها صمدت واستمرت في ممارسة دورها لإدارة وتشغيل منظومة الطيران المدني والأرصاد بمهنية واقتدار وبكفاءة عالية وكوادر وخبرات متخصصة والحفاظ على الجاهزية التشغيلية الفنية للطيران المدني بمهنية عالية وحيادية تامة وفقاً للمتطلبات الدولية وشروط منظمة الطيران المدني الدولية “الإيكاو” وسارعت الهيئة إلى تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية المواكبة للتطورات الحديثة منذ إعلان الخطة المرحلية 2019 – 2020م المنبثقة عن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وشرعت الهيئة مبكراً في إعداد المبادرات والخطط والمشاريع في قطاعاتها المختلفة، بما يسهم في تعزيز الخدمات الملاحية الجوية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وركزت الهيئة على الجوانب التنظيمية والتشغيلية التي تٌعد أهم الأنشطة والبرامج الكفيلة بتقديم الخدمات وفقاً للمعايير والمقاييس الدولية المنبثقة عن المنظمة الدولية للطيران المدني ” الإيكاو” كما اهتمت بالبناء المؤسسي من خلال إعادة البنية التحتية التي دمرها طيران العدوان فضلاً عن اعتماد مشروع بناء القدرات المؤسسية وإعادة الهيكلة وإقرار برنامج نظام الجودة لقطاع سلامة وأمن الطيران وتأهيله للحصول على شهادة الإيزو وكذا اعتماد الهياكل التنظيمية واللوائح لقطاع الملاحة الجوية والإدارة العامة للتحقيق في وقائع وحوادث الطيران والإدارة العامة للمراجعة الداخلية.

وعند الحديث عن هيئة ومؤسسة يمنية مدنية خدمية بحجم هيئة الطيران المدني اليمني والانجازات التي حققتها في زمن الحصار والعدوان فان الامر يطول وللإيجاز ركزت الأنشطة اﻷساسية على تطوير وتحديث عدد من الإجراءات ذات الأهمية في الملاحة الجوية منها تحديث الدليل التشغيلي للملاحة الجوية وإعداد قوائم التعامل مع جميع حالات الطوارئ المتعارف عليها في جميع مراحل الطيران وتنفيذ تدريب نوعي في تخصصات الملاحة الجوية بالإضافة الى برامج وخطط الهيئة وقطاعاتها في الخطة المرحلية الأولى للرؤية الوطنية شملت تطوير وتحسين خدمات الملاحة الجوية وتعزيز الحفاظ على الإقليم الجوي لليمن وإعادة تخطيطه على أسس اقتصادية بما يتلاءم مع الخطة الدولية للملاحة الجوية كما تضمنت الخطة المرحلية إعادة تأهيل البنية التحتية لمطارات الجمهورية بما يحقق المستويات الدولية للتشغيل وتطوير وتحديث مطار صنعاء الدولي بالإضافة لتعزيز ومواكبة معايير ومتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني “سلامة الطيران وأمن المطارات” وتطوير قطاع الأرصاد الجوية وخدماته بما يواكب متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وختاماً اقول مثل ما الشعب اليمني صامد ومتقدم في كل جبهات العزة والكرامة والإباء في عطاء متواصل ومتأصل ستبقى الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد وكادرها المجاهد في كل مناطق الجمهورية بدون استثناء مستمرة في خدمتها للوطن والمواطن وتعمل بجد ومهنية وبما يحافظ على سيادة اليمن التي يحاول العدوان فاشلاً اختطافها ورغم المعاناة وشحة التجهيزات المتطورة والتي دمرت بفعل العدوان ستعمل على تقديم الخدمات والقيام بالتزاماتها الدولية بفضل الله وبفضل الرجال الصامدين في مكاتبهم الذين يتحلون بمسؤولية وطنية ومهنية لا يمكن ان يتحلى بها كادر اخر نشد على ايديهم ونبارك جهودهم والنصر باذن الله للشعب اليمني الصامد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى